حسن النية والستر والتسامح والعفو من أهم السمات الانسانية والقواعد الدينية التي يجب أن يتحلى بها الانسان المؤمن الذي يراعي الله سبحانه وتعالى فى سلوكه وفى حياته وعلاقاته بالاخرين .
ففى الاثر يقول صلى الله عليه وسلم عن زانية : «لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم»
وفى الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي – عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «من نَفَسَ عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا»
هذا فى الدين الاسلامي إنما فى المسيحية فهناك قصة شهيرة كثير منا يعلمها ..
عندما قَدِم مجموعة من الاشخاص لعيسى بإمرأة أمسكت في زنا، ولما اقاموها في الوسط
قالوا له يا معلّم هذه المرأة أمسكت وهي تزني وقد اوصانا موسى في الناموس أن من تفعل هذا الفعل
تُرجم.
فماذا تقول أنت؟
فانحنى عيسى إلى أسفل وكان يكتب بأصبعه على الأرض..
ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر.
ثم انحنى ثانية إلى اسفل وكان يكتب على الارض.
وأما هم فلما سمعوا ما قاله وكانت ضمائرهم تبكّتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ إلى اخر شاب فيهم ، وبقي عيسى وحده والمرأة واقفة في الوسط.
وقال لها : يا امرأة أين هم اولئك المشتكون عليك.
أما أدانك احد؟
فقالت لا احد يا سيدى.
فقال لها عيسى ولا انا ادينك.
اذهبي ولا تخطئي ايضا.
هذا هو تصرف الانبياء حيال ذنب كبير يحاسب عليه الله عباده .وكبيرة من الكبائر وهى تهمة الزنا ، فى حين نجد أحوالنا أصبحت يُرثى لها .
اصبحنا معظمنا فى المجتمع نحمل اجولة من الحجارة لنقذف بها الاخرين بلاهوادة ، شققنا عن صدورهم وعلمنا نياتهم وما يخفون واصدرنا احكاما قاطعة باته لا رجعة فيها بانهم مذنبون ..
ليس هذا فقط بل أن هذه الاحكام التى اصدرناها على الاخرين غير قابلة للمعارضة او الاستئناف !!
فى حين ان رحمة الله وسعت كل شىء….
واتسأل من يحاسب من؟
ومن يحكم على من ؟
الله الواحد الرحمن الرحيم الغفور ..
هو الوحيد الذى يحاسب ..
فقط أقول لهؤلاء المتجاوزين لحدودهم والمنصّبين أنفسهم آلهه يحاسبون الاخرين .
من كان منكم بلا خطايا فليرمي الاخرين بحجر !!