لا أؤمن بمايسمى بالحب من أول نظرة لأنه أمر غير منطقي وغير عقلاني , ورغم أنني لا أتبني حكم العقل كثيرا في حياتي ودائما أستفتي قلبي, إلا أنني في هذه العلاقة الإنسانية الراقية جدا لا أحبذ أن يسبق القلب حكمه على العقل ..!!
وبالصدفة البحتة وجدت كثيرا من علماء النفس يؤكدون صدق ما أعتنق ونسفوا نظرية مايسمى بالحب من أول نظرة وأكدوا من خلال دراسات عديدة أن هذا وهم كبير مثله مثل الحب الاول الذي لايموت والذي صورته بعض الدراما والاغاني الرومانسية …
وأضافوا في ابحاثهم أن ما يحدث فيما يطلق عليه الحب الأول هو حالة احتياج طرف لطرف من الجنس الاخر في حياته, تبدأ القصة بنظرة ويتطور الامر بكلمات متبادلة من الطرفين تصل بالامر للاعجاب الذي يفسره البعض بأنه حب..!!
ويشير الخبراء إلى أن الواقع عادة ما يختلف عن القصص الخيالية والأفلام السينمائية، إذ أنه ليس من الضروري أن يتبادل الطرفان نفس الإعجاب، كما أن الإحساس الجياش قد يضعف ويتلاشى بعد أن يحدث بينهما لقاء أو عدة لقاءات يشعر خلالها أحدهما أو كلاهما أن الانسجام بينهما منعدم، وأن الإحساس الجيّاش والهالة التي تم وضعها لم يكونا حقيقيين وبالتالي يثبت أن ما كان ليس حبا ويمكن أن نطلق عليه حبا فاسدا….
أما الفريق الثاني والذي يؤمن بالحب من أول نظرة ويتبناه ” ستيفاني كاسيوبو” الباحث في علم النفس يقول “أن الذهن يحدد توجه الشخص نحو الحب أو الجنس بشكل تلقائي في أقل من نصف ثانية، ويعقب ذلك تحديد نوعية النظرات والشعور تجاه الأنثى، و أن الرجل أكثر عرضة للوقوع في الحب من أول نظرة حيث أظهر التصوير الإشعاعي في المرحلة الأولى من التعارف بين الرجل والمرأة نشاطا أكبر في مخ المرأة المحبة عن مخ الرجل في المراكز الخاصة بالانتباه والحدس والذاكرة، أما الرجل فيظهر نشاطا أكبر في قشرته المخية البصرية، مما يعني أنه أكثر عرضة للوقوع في الحب من أول نظرة”.
حيث يتم في هذه الحالة إغلاق الدوائر العصبية الخاصة بالحرص والتفكير المنطقي، حتى أن المحبين كثيرا ما يعلنون أن عيوب محبوبهم لا تؤرقهم ولا تشغل بالهم، وهذا ما يعنيه المثل القائل “الحب أعمى”، كذلك تتم تهدئة المراكز المخية المسؤولة عن الخوف والقلق.
ويشير علماء النفس أيضا إلى بعض ملامح تستطع بها أن تفرق مابين الحب والاعجاب ..
فإذا كان قلبك يخفق بشدة عند رؤية الطرف الآخر وحديثه وتكون وقتها في حالة هائلة من السعادة، فهذا ما يسمّى بالحب، وإذا كنت تشعر بالسعادة فقط، فهذا لا يتعدى مرحلة الإعجاب، وإذا كنت لا تستطيع النظر في عيونه، وإذا ما نظرت احمر وجهك فإنك تحب هذا الشخص، وإذا كنت لا تستطيع البوح بكل ما يدور في خاطرك من مشاعر وأحاسيس، فبالطبع أنت تكنّ الكثير من المشاعر والحب لذلك الشخص..
إلى هنا إنتهى كلام وتحليلات علماء النفس ودراساتهم المطولة البحثية وليبدأ كلام أحد الممارسين لهذه الحياة والراصدين لبعض ملامحها وبعض علاقاتها الانسانية وأهمها الحب..
الحب من وجهة نظري المجردة وغير المتحيزة لابد وأن يبدأ بالعقل وليس القلب , العقل ينظر ويحلل بعض سلوكيات الطرف الأخر واذا تقبل اغلبها ووجد هناك انسجام ننتقل إلى الخطوة الثانية ويبدأ دور القلب في اظهار المشاعر والاحاسيس ,فالحب شعور راقِ يجعل الدنيا باكملها تصبح بأعيننا جميلة ,الحب لابد وأن يكون غير مشروط , الحب احساس متدفق من قلب إلى قلب دون حسابات , الحب تهون من أجله كل الحياة بمرها ومرها ..
الحب أن أتمنى لك تعيش سعيدا حتى ولو لم أكن أنا ضمن اختياراتك لأن الحب ليس امتلاك أو استعباد
الحب حياة لمن يريد ويرغب في الحياة ..
حبوا تصحوا يامعشر البشر ..