لا أميل إلى الجمال الصارخ “رجالا أونساءا” – بمقاييسه المتفق عليها- فإننى أعشق جمال الروح, ولاتعجبنى الاضاءات المبهرة,بل أنتقى الاضاءات الخافتة المريحة للأعصاب , ولا يلفت نظرى السيارات الفارهة غالية الثمن , لكننى ارغب فى اقتناء سيارة يروق لي منظرها البسيط الذي يناسب شخصيتي وتكويني الانساني.
هذة طبيعة وفطرة جبلت عليها, ليس هذا فقط..
بل أننى لم اقع فى غرام المشغولات الذهبية – ككثير من النساء- ولا ابالى بإقتناء ماغلى ثمنه “ماديا” بل قد أكتفى بخاتم نحاس به فص من الحجر الكريم- حتى ولو كان تقليد- , واعشق سلسلة مشغولة من الفضة, اشعر عندما ارتديها أننى أسعد انسانه على الارض لأنني اعتبرها قيمة كبيرة بالنسبة لى .
. ويكفينى الجلوس على فوتيه يشعرنى بالاحتواء بدلا من صالونا مدهبا تقدر قيمته – المادية – “بالشىء الفلانى”فى حين أننى لا اشعر بالراحة لوجوده .
ليس هذا عن قلة حيلة, لكنه عن إيمان بأن القيمة للاشياء ليست بالقيمة المادية فقط, لكنها بقيمتها داخلنا وبتقديرنا لها .
ولقد اعطانى الله نعمة من نعمه الكثيرة التى منحنى أياها,وهى تقدير قيمة الاشياء و البشر والمشاعر والاحاسيس تقديرا بعيدا عن المادة , تقديرا مرتبطا بقيمة من وما امامي معنويا واخلاقيا داخل نفسى .
لذلك لم اقتنع مطلقا بالمثل الشعبى القائل”إن سرقت إسرق جمل وإن عشقت إعشق قمر ” لأننى أدرك تماما أن القمر والجمل ليسا المنتهى والافضل لي على الأقل …
فهناك اشياء كثيرة لاتقدر باالاموال , وقد تكون بالنسبة لنا كنوزا فى الحياة لا ندرك قيمتها .
وناهيك عن سرقة الجمل فلأنصحكم بالعشق..
لاتعشقوا القمر لانه قد لايكون بداخله جميلا كما تظهر ملامحه ..

اسماء عصمت